Menu horizontal

آليات تدمير التعليم العمومي

      بإفراغ المقررات الدراسية من محتواها و عدم استفادة الأطر الدراسية لحصص تكوينية ناجعة و فعالة و استهداف مقصود و ممنهج لسمعة الأستاذ و تشويه صورته التقليدية و اختفاء سلطته داخل الفصل الدراسي و معه أداة من أدوات السلطة الأخلاقية المنظمة للسلوك داخل المجتمع ليصبح مجرد محاضر و ملقن لمواد دراسية عقيمة و تحميله مسؤولية تردي مستوى الطلبة حيث أصبح من الصعب بلوغ الأهداف الأساسية من التعليم الأولي و هي القراءة و الكتابة و الحساب بل تتم مغادرة المدرسة دون التحكم في هذه العناصر :
أ – البعد عن الأهداف الأساسية بممارسة أنشطة غير دراسية، غموض في خطوات الحصص الدراسية و الإفتقار إلى الدقة الأكاديمية.
ب- تقليص زمن التعلمات الأساسية المعتمدة على التكرار كشرط من شروط التعلم الآلي-الإيحائي.
ج- إغراق الزمن المدرسي بأنشطة ترفيهية و رياضية و فنية و ثقافية.
د- رفض الربط المنطقي بين فشل المتعلمين و الطرق الحالية البيداغوجية المتبعة بالإبتعاد أكثر عن الطرق التقليدية التي أتبثت نجاعتها.
ه- تخلي الأسرة عن دورها في تتبع تحصيل الأبناء و الإعتماد الكلي على المؤسسة التربوية.
 -
ينهج سياسة تقشفية بتقليص الميزانية المخصصة لقطاع التعليم بخفض عدد الخريجين من مراكز التربية و التكوين و التوقف شبه تام عن بناء الحجرات الدراسية و تجهيزها مما نتج عنه بروز ظاهرتي الإكتظاظ و الهدر المدرسي.
و- الإمتثال لتوصيات صندوق النقد الدولي و منظمات أخرى للرفع من نسب التمدرس دون التركيز على جودة التعليم

       فيما مضى لعبت سلطة الأستاذ دورا مهما في تثبيت الدعائم و الضوابط الأخلاقية الأساسية للمتعلمين عكس ما نراه اليوم حيث تسود حالات من العنف و الفوضى في المؤسسات التعليمية و ظهور سلوكات منحرفة و شاذة في صفوف الطلبة زكتها الظروف الإجتماعية المستجدة .
      
لإنجاح مخطط تفشي الجهل و العنف في المجتمعات و تكريس نخبوية تحصيل العلوم و المعارف و فتح الطريق للإستثمار في هذا القطاع كان من الضروري الإجهاز على التعليم العمومي.

التعليم في العالم بالأرقام :
      يبلغ عدد اليهود في العالم 14 مليونا، في حين يبلغ عدد العرب والمسلمين في العالم مليار و نصف نسمة، لكن كيف يمكن أن يكون اليهود رغم قلتهم أقوى من العرب و المسلمين رغم كثرتهم؟
      يلعب التعليم في إسرائيل  دورًا رئيسيًا في حياة وثقافة البلاد، تتوفر على نظام تعليمي شامل يركز على اتجاهات تربوية تقدمية، يصل الإنفاق على التعليم نحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي، وتقوم الدولة بدعم معظم المدارس.
وفقا لترتيب ويبوماتركس "Webometrics"، اندرجت ست من الجامعات الإسرائيلية في لائحة أفضل 100 جامعة في آسيا، ووفقا لتصنيف "لجياو تونغ شنغهاي" الأكاديمي لجامعات العالم، وصلت أربع جامعات إسرائيلية إلى لائحة أفضل 150 جامعة في العالم، وثلاثة منهم، دخلت لائحة تصنيف "كيو إس" للتعليم العالي العالمي للتايمز (أي "أفضل 200 جامعة عالمية").
وبالإضافة إلى ذلك فإن الجامعات الإسرائيلية هي من بين  100 الأعلى جامعة في العالم في العلوم والهندسة.
      الأمية في العالم العربي لاتزال حتى عام 1997 حوالي 45% بينما لا تزيد في اسرائيل عن 5% فقط، يملك اليهود القدرة على إنتاج المعرفة وصناعة العلم وإبداع ونشر الثقافة و يقدرون دور الإدارة الحقة، توجد 500 جامعة في العالمين العربي و الإسلامي، في حين تتواجد 5750 جامعة في أمريكا وحدها، لم تدخل جامعة عربية أو إسلامية واحدة في قائمة أفضل 500 جامعة عالمية في العالم العربي، 2% فقط من السكان يدخلون الجامعة مقابل 40% في أوروبا وأمريكا. في العالم العربي والإسلامي فقط 40% يتخطون المرحلة الابتدائية مقابل 98% في أوروبا وأمريكا في الدول العربية هناك 230 عالما لكل مليون مواطن.. وفي أميركا لديهم 5000 عالم لكل مليون مواطن. 
هذه الخريطة توضح نسب القراءة و الكتابة المسجلة  في العالم :  

وضعية التعليم في المغرب : 
- هناك مليون و نصف طفل لا يلتحقون بالمدرسة.
- يغادر 000 225 تلميذ التعليم الإبتدائي كل سنة.
- يحصل 13 متعلما على شهادة الباكلوريا من بين 100.
- تعتبر نسبة الأمية الأعلى عالميا.
- مكن الإصلاح التعليمي من بلوغ  نسبة 86 % من الممدرسين بتشجيع التحاق الفتيات إلى المدارس.
- أغلب الطلبة يغادرون المدرسة دون الحصول على دبلوم تأهيلي.
- تدني المستوى الأكاديمي و المعرفي للتلاميذ، و قصور لغوي حاد.
- غياب متكرر للطلبة و المدرسين.
- اكتظاظ في الأقسام الدراسية (40 إلى 55) متعلم في الحجرة الواحدة.
- بنيات تحتية مهترئة، 75 % من المدارس لا تتوفر على الماء الشروب، و 80 % منها بدون مراحيض، و ثلثاها بدون كهرباء.
- ضعف هيكلي و عمليات ترميم و صيانة الممتلكات و التجهيزات لا ترقى إلى المستوى المطلوب و غير موزعة بشكل متكافئ بين المناطق.
- 6 %  من الآباء فقط راضون عن أداء التعليم.
- استقطاب مكثف للتلاميذ الجدد يوازيه رفع نسب النجاح في المستويات العليا بغض النظر عن المستوى المحصل.
- انخفاض منتظم للمستوى الدراسي للتلاميذ سنة بعد أخرى.
- تخصص 25 % من ميزانية الدولة لقطاع التعليم.
- يعزى تراجع التعليم عموما إلى سياسة التعريب التي نهجها المغرب في السبعينات إلى حدود التعليم الثانوي، في الوقت الذي اعتمدت اللغة الفرنسية في الجامعات مما أدى إلى الكثير من الطلبة إلى الإنقطاع عن الدراسة.
- يحتوي المغرب على ثلاث أنظمة تعليمية مختلفة، مؤسسات البعثات الأجنبية المخصصة لنخبة ميسورة، و مؤسسات التعليم الخاص التي تلقى تشجيعا من طرف الدولة موجه لفئة تتمتع بالقدرة على الإنفاق، و مؤسسات عمومية تتفاوت جودة التعليم فيها من منطقة لأخرى.
- استغل التعليم الخصوصي الأزمات المتتالية التي مني بها نظيره العمومي لتسجيل سبق استثماري منقطع النظير (عدد التلاميذ لا يزيد عن 25 تلميذا، انضباط التلاميذ، توفر الوسائل اللازمة لعمل الأساتذة، ارتفاع فاتورة اللوازم المدرسية).
- يعتمد التعليم العمومي على دور تقليدي للأستاذ في ظل غياب شبه مطلق للوسائل الديداكتيكية.
- تعمل وزارة التربية الوطنية على زيادة عدد الأساتذة المدرسين لضمان تمدرس التلاميذ الذين تتجاوز أعمارهم 15 سنة و كذا بناء مدارس جديدة و داخليات و توفير وجبات الإطعام و توفير النقل المدرسي و تقديم مساعدات للأسر المعوزة و القيام بحملات توزيع المحافظ مجانا منذ سنة 2010.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق