Menu horizontal

تدمير المدرسة العمومية

Twitter Facebook Google Plus Linkedin email Flattr !
تدمير التعليم العمومي :
      كثيرة هي المواضيع التي تتناول الأزمات التي باتت تتخبط فيها المجتمعات عبر المعمور لصلتها بعالم المال و الأعمال بيد أن أزمة التعليم منسية رغم أهميته و أولويته الإستراتيجية و تأثيراته السلبية على الحياة العامة، حيث الإجماع حول عدم نجاعته و تخبطه وتراجع أداءه الريادي في صقل العقول وإعداد الأجيال للمستقبل.
      تخبط تفسره محاولات الإصلاح المتكررة و التي باءت جميعها بالفشل رغم الميزانيات المهمة المرصودة لهذا الغرض (بيداغوجيا الإدماج بالمغرب كمثال)، تخصص سنغفورة أقل ميزانية لقطاع التعليم في حين تتوفر على أفضل المتعلمين عالميا.
سياسة تكريس تعليم الجهل "L'enseignement de l'ignorance" :
      لا شك أن الإقتصاد الرأسمالي السياسي في حاجة ملحة أكثر من ذي قبل إلى تدمير التعليم و الجذور الثقافية و الأسس الأخلاقية لكونها عوامل تعرقل مشروع إقامة نظام رأسمالي أناني حقيقي في أفق قيادة البشرية نحو اقتصاد السوق بخلق مجتمع مستهلك يرتع في سعادة الجهل و الأمية، مجتمع عامل مطيع منصاع ذو تعليم سطحي مبتذل يغوص في اللهو رغم إمكانياته المتواضعة، عاجز عن إبداء الرأي و النقد في زحمة إمبراطورية الإعلام الزائف و بالتالي تراجع منتظم للنقد الذكي "Déclin régulier de l’intelligence critique" الذي من شأنه أن يقود الأفراد إلى الثورة الأخلاقية المنشودة.  
تواطؤ منظمات دولية :
      نعلم جيدا أن جديد مقررات نظام التربية و التكوين على الصعيد العالمي وضع بمباركة و إملاءات و توصيات البنك الدولي "Banque Mondiale" و "Organisation des Nations unies pour l'éducation, la science et la culture" أي "Unesco"، مقررات تعتمد على التكرار لصناعة يد عاملة مطيعة، أكثر امتثالا للأوامر، لا تتوفر على ثقافة عامة موسعة و لا تفكير نقدي، خبراء و أصحاب جاهزية تقنية عالية، أشباه أليين يخضعون بشكل مبرمج لما يسمى بالتكوين المستمر استعدادا لولوج سوق الشغل. 
      لقد بين العالم "Roger Sperry" الحاصل على جائزة نوبل في الطب سنة 1981 أن التعليم التقليدي هي الوسيلة الأكثر ملائمة لعمل الدماغ، حيث يتمكن الشق الأيسر منه "Hémisphère gauche" من القيام بعمل تحليلي- منطقي عند بناء منهجي للمعرفة ينطلق من أبسط عنصر للوصول التدريجي إلى أعقده، طريقة يرسخها التكرار و التمارين التطبيقية، بتنسيق مع الشق الأيمن "Hémisphère droit" من الدماغ الذي يقوم بتقنيات تناظرية "Techniques analogiques" لمعاجة المعلومات "تكرار"، منهجية أتبثت أنها تنشط عمل شقي الدماغ بشكل متكامل لبناء المعرفة، بينما تجيب المنهجية الجديدة على مقاربات أكثر شمولية في سبيل فهم مستحيل للآليات من قبل متعلم يفتقر لترسانة البحث العلمي، منهجية تنشط أساسا وظيفة التكرار للشق الأيمن مع إغفال دور الشق الأيسر المنطقي- التحليلي الذي يمكن من التفكير الإيجابي.

B
B
B
B
B
B
B
B
B
B
B
B
B
B
B

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق