الإدمان على مشاهدة التلفاز "TV Lobotomie" :
التلفزيون، هذا القاتل الصامت عديم المسؤولية، لا يخلو بيت من وجود هذا الدخيل، من ينكر تأثيره على العقول و استحواده بدون إذن على ثقتنا في انتهاك ساخر لحميميتنا، صانع الأحلام و الأوهام، يختصر المسافات، يفرض مواده ضد إرادة المشاهد في سلبية مطلقة.
يعوق التلفزيون نمو الطفل و يعزز السمنة و يكرس ظاهرة العنف و يفسد التركيز و يحد الخيال و يسبب اضطرابات في النوم و الإبداع و يشجع على التدخين.
كثير هم الآباء الذين يثقون بالبرامج المقدمة دون علم مسبق منهم فيما إذا كانت مناسبة أم لا.
أفاعيل مشاهدة التلفزيون :
- تقلص جودة التفاعلات بين الأطفال و أبائهم كلما ضلت شاشة التلفاز مشتعلة.
- إذا كان طفل عمره أربع سنوات يجلس أمام التلفاز أربع ساعات في اليوم فإن متوسط الكلمات التي يتلقاها من أبويه يتقلص من 500 13 إلى 000 10 كلمة فقط أي انخفاض بنسبة 25 %.
- حدوث تأخر في النطق، إذ أن عدد الكلمات المسموعة و المنطوقة يعتبر مؤشرا كبيرا على الأداء اللغوي-المعرفي-المستقبلي لطفل قبل ثلاث سنوات كما يحد من مجال الخيال عكس ما قيل سابقا.
- يزداد احتمال مغادرة طفل المرحلة الإبتدائية دون حصوله على شهادة تأهيلية إلى 43 % كلما ازدادت فترات المشاهدة.
- يؤثر التلفزيون على التحصيل الدراسي للأطفال و يكرس جهل القواعد الإملائية و اللغوية لبعضهم نظرا للإعتماد على الصورة بدل اللغة المنطوقة.
- تعتبر مشاهدة التلفزيون بشكل متكرر نوعا من النكوص أو الهروب من الواقع الأسري المضطرب.
- سجلت حالات من السمنة في صفوف الأطفال الذين يدمنون على مشاهدة التلفزيون مقارنة مع غيرهم، تناول للطعام يوازيه انعدام الحركة.
- يكرس الوحدة و يقلص مجال النقاش و يعوق التفاهم بين أفراد الأسرة.
- يقل التركيز و التفكير الإيجابي كلما تعرض الطفل أكثر للمواد التلفزية.
- تنشأ عادة التدخين أثناء الطفولة أو المراهقة بعد مشاهدة أفلام أو مسلسلات حيث يتأثر الطفل بشخصية الأبطال المدخنين و يتقمص شخصيتهم في محاولة لتقليدهم، كما تحظى بنسبة مهمة في الإدمان على الكحول.
- ينقل صورا جنسية نمطية تؤدي إلى وعي جنسي مبكر و يكرس معتقدات مضرة بالموروث الإجتماعي.
- تأثير تراجع ساعات النوم من 90 إلى 120 دقيقة من إجمالي الساعات الواجب الحرص عليها و انعكاس ذلك على الصحة (سمنة، سكري، اكتئاب ...) مع ارتفاع حوادث الشغل و صعوبات التعلم و المذاكرة و المردودية.
- ازدهار تجارة العنف :
تزكي موجة صور العنف التي تتداولها
أغلب القنوات التلفزية الشعور بالخوف و وتغذية العقل الباطن بالسلوك العنيف
بالنظر إلى الكم الهائل من الجمهور
المتفرج الشيء الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة الجريمة، فكلما تعرض الشخص إلى
تأثير انفعالي حاد عبر الصور كلما زادت استجابته للرسائل الشرطية المحرضة، وهذا أمر مقصود من لدن المسؤولين "سادة العالم"
الذين دأبوا على دراسة الدماغ البشري و بالتالي رغبة الجمهور و تعطشهم
لمشاهد الدماء و الكوارث و الحوادث الفظيعة و هي فرصة لاستثمار أموال طائلة
في إنتاج أفلام العنف تلبية لهذه الرغبات الجامحة. أثبت علم الأعصاب أن "الإرادة الحرة" لا وجود لها بل إن السلوك مرتبط بعوامل و محفزات بيئية مؤثرة و التلفزيون إحداها، يتغذى النظام العالمي الجديد على الجريمة و المخدرات و الفوضى العارمة لصرف الإنتباه عن القضايا الإجتماعية الأساسية فكلما انشغل المجتمع بالتفاهات كان أفضل.
نصائح مهمة :
- منع الأطفال و المراهقين من مشاهدة التلفاز أثناء الدراسة لأجل تركيز أكبر.- منع وجود جهاز التلفاز في غرفة نوم الفئات المذكورة آنفا.
- الحرص التام على تجنب مشاهدة التلفاز خلال خمس سنوات الأولى من عمر الطفل.
- يجب أن لا تتجاوز فترات المشاهدة 3 أو 4 ساعات في اليوم لأطفال الإبتدائي و الإعدادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق